عين الفتح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا ً بك يا ( زائر ) في مملكه العاشق الفتحاوي


2 مشترك

    مدينة بلا سور

    عاشق فلسطين
    عاشق فلسطين
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد الرسائل : 203
    الدولــه : مدينة بلا سور Jordan10
    المهنـه : مدينة بلا سور Collec10
    المــزاج : مدينة بلا سور 2110
    رسائل قصيره : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --><form method="POST" action="--WEBBOT-SELF--"> <!--webbot bot="SaveResults" u-file="fpweb:///_private/form_results.csv" s-format="TEXT/CSV" s-label-fields="TRUE" --><fieldset style="padding: 2; width:208; height:104"> <legend><b>My SMS</b></legend> <marquee onmouseover="this.stop()" onmouseout="this.start()" direction="up" scrolldelay="2" scrollamount="1" style="text-align: center; font-family: Tahoma; " height="78">اسألو دمي ..وسعادتي وهمياسألو التوفيق..والكدر والضيقاسألو الطيب في صفاتي..والدعاء اللي في صلاتيواسألو شهودي..الدموع التي في سجودي</marquee></fieldset></form><!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com -->
    تاريخ التسجيل : 12/08/2008

    ض1 مدينة بلا سور

    مُساهمة من طرف عاشق فلسطين الخميس أغسطس 21, 2008 9:23 am

    مدينة بلا سور

    نيسان أقفل نوافذه الربيعية موشحاً بالليل، وحده أبو نواس ظلّ ساهراً يردد قوافي الشعر على مدرج من أنين، لم تزل بحة صوته ووقع نغماتِ حروفه تشكل سحابة من دمع يبلل صباح المدينة، يساهر قمرها، يدق على نوافذها المغلقة، تهدل نغماته كرف حمام. وحيداً يتجول أبو نواس في الشوارع والحارات الضيقة، تلاحقه عيون العسس ونباح الكلاب الضالة، يرنم قصائده على ضفاف نهر أوجعه عبوره إلى الساحات العامة في مدينة تنغلق عليها بوابات الوجع، أذهله كل ما يعدُ لها من أصناف الحقن المهدأة كي تنام باكراً، بعد أن خرجت المدينة من غرفة العمليات المبرمجة وفق أحدث مبتكرات العولمة الطارئة للولادات الحديثة، لولادات أطفال الأنابيب، وقفت على أبواب غرفة النوم السرية تخلع عنها أثواب الزينة البدوية وغبار الفيافي ولغة الشعر الجاهلي، لم تعد الخيمة مناسبة، كان عليها أن تخرج ذاكرتها.. من دواوين المتنبي والنواب والجواهري وحكايات الرواة. تمشي باستحياء إلى مخدعها الليلي، تشعل الأضواء الحمراء الخافتة كأنها امرأة تخرج من سواد تاريخها، تنحني للريح العاصفة، تحني رأسها أمام سرير سيدها، تدور الدورات السبع حول السرير، تنفتح في وجهها أبوابٌ وغابات من الأسرة، وبصوت غنوج تهمس: عبدتك بين يديك، للطاعة وتنفيذ الأمر. يلتفت الرجل حول نفسه مندهشاً، يفتل شاربيه الأسودين، يدور حول نفسه دورات سبعاً، لا يصدق ما يراه ويسمعه، راح صوته يعلو شيئاً... فشيئاَ كأنه يهذي. يا إلهي في النهار كانت هذه المرأة تستخدم قوتها لتصفع رجولته تستعبد ذكورته. كانت تعرف تفاصيل حياته " هيكلاً منفوخاً كطبل فارغ ". تلهو به، تدحرج سني عمره بقدميها فوق صقيع سريرها، تدعكه فيتصبب من جسده عرق لـه رائحة نتنة، وهو يحاول أن يثبت فحولته كما يفعل باقي رجال القبيلة مع النساء الحرائر.‏

    قال لنفسه: أي فحولة أمام امرأة تركت بين ذراعيه كل جمالها دفعة واحدة. كان يلهث تعباً، من ثقل جسده المحشو بأصناف الطعام، أمسكت المرأة برأسه الضخم الذي لا يحوي إلا الصراخ والأوامر. جرته إلى صدرها الناهد، لكنه لم ييأس، فتَّل شاربيه ثم أغمض عينيه، وأشار إليها كالأبله، أنت سيدتي تقصدين بكل هذه الأناقة وهذا العطر رجلاً مثلي!‏

    خلعت آخر ما يستر بياض جسدها الفاتن، مدت يدها الناعمة وبكل دلال أطفأت أنوار المدينة " تاهت المدن " وأسدلت ستائرها السود. حالة من سواد " تعم الدنيا، تتحول إلى غيمة تمطر وحلاً وأسئلةً، تاهت عن الدروب لم يعد أحد يدري إلى أين تقوده خطاه. صارت المدينة قطعة من ليلٍ لا نهاية لـه، مدينة تمشي بلا اتجاهات، حكايات تنقلها الريح. تقف على بوابات القصور " وأي قصور " وأسوار الحدائق المغلقة. حافيةً تركض في الشوارع الخالية من الناس. بهدوء ضغطت بأصابعها فوق زر صغير أضاءت مصباحاً خافتاً. انعكس لونه الأحمر على السرير. أدارت مفتاح آلة التسجيل. موسيقى راقصة. ليلٌ وموسيقى. ربطت حول خصرها شالاً من شعارات أغفلها ورَّاقو المدينة. صوت من عمق الليل يتعالى: لا تصرخي، لا تندهي فلا أحد يجيب! دوي يهز الأبواب. يتطاير زجاج النوافذ. مدت يدها لتأخذ بيده. كان يتكوم جثة تحت السرير، وكمن يفقد ذاكرته في اللحظات الحرجة أو الحوادث، شعرت كأنها تطير بلا أجنحة وقد تاهت عن تاريخها الموغل في القدم. راحت تغني وترقص على أنغام الجنائز وأزيز الرصاص. احتار الرجل ماذا يفعل وقد غدرت به فحولته أمام هذه المرأة المتألقة جمالاً وأنوثة، تارة تريده رجلاً، وتارة تابعاً تهزأ منه. لم يجرؤ يوماً ابن امرأة على اختراق مسرح شهرزادها الليلي أو الاقتراب من أسوار حدائقها. سحابة من غبار ورمل حارق. تركت فوقها ظلاً رمادياً ثقيلاً، تراكم فوق صدرها. التف حول عنقها كعقدٍ ثمين. توغل إلى جسدها توسد ثيابها الداخلية. صرخت. استجارت بأبناء القبائل الأقرب ثم الأقرب. حملت الريح استغاثتها إلى المضارب الممتدة من البحر إلى النهر، إلى الصحارى والسهول الداخلية. مشت مع مجرى الأنهار. تسلقت قمم الجبال. غاصت تحت موج البحار. اجتازت كل الوديان والهضاب. " ما في حدا " فيروز قد سبقها الزمن " لم يزل رنين أجراس العودة معلقاًً على بوابات الكنائس ومآذن الجوامع ومسرح الرحابنة!.‏

    قالت المرأة: يبدو أنَّ في آذانهم وقراً " صمٌ، بكم عميٌ، فهم لا يفقهون" عبر الزمان تاه صوتها. بينما الرجال يمشطون لحاهم، ويفتلون شواربهم وهم يراقبون عارضات الأزياء على الشاشات التلفازية المتعددة والتي تنقلها الأقمار الصناعية المصنعة خصيصاً للقبائل، والمضارب والبوادي، والنساء كن منشغلات بنتائج مسابقات الجمال والأغاني الراقصة للنوادي الغربية. دوي غامض يهز النوافذ. تصرخ المرأة المدينة الحالمة. لا أحد يسمع صوتها. تمر الأيام. تعبر في شوارعها القديمة قوافل محملة بالتمر والبن، ودواوين الشعر. تمر من خلف صفحات تاريخ عبثت فيه أقلام الوراقين، وحفظة الأحاديث، والذين ليس لهم خبرة بأمور البادية والصحارى.‏

    هو الغبار اللعين يحمل إليها ملامح السواد، حين عبر كل أسوارها صرخت المرأة من جديد. شيء ضاع منها. شعرت أنها تفقد الأشياء الجميلة والغالية الثمن. تقطعت حبالها الصوتية حين فقدت عذريتها جهاراً.‏

    في تلك اللحظة، كانت نوافذ القصور مغلقة، والريح غربية تعوي في زوايا العتم، زوبعة رمل تغلق الأبواب ومسالك الطرقات في وجه الرجال كل الرجال! كأن الفجر تأخر، والمرأة المدينة تبكي ما ضاع منها، حين لم تجد من ينجدها، بلعت دمعها بحرقة، ثم رويداً رويداً تصالحت مع الوضع الراهن لتصبح مع الأيام امرأة ليل تبيع أنوثتها لمن يشتهي، صارت تؤدي طقوسها اليومية في وجود هذا الهيكل الذي لم يزل يحمل ملامح الرجال. صمت.. الأمكنة صامتة. الليل ومواء قطط الجوع، وبكاء أطفال تشردوا بفعل الريح والغبار. صمت في كل مكان، إلا صوت أبي نواس، كان يغني قصائده، بينما يوزع على البيوت الطينية سعف النخيل ودقيق القمح، وبضع حبات التمر. لا أحد إلا الرجل. والمرأة ترقص بثوبها الشفاف. هاجت رجولته. خلع كبرياءه. أتاها زاحفاً جاثياً على ركبتيه ويديه. تمرغ بعطر جسدها. مررت ساقيها فوق كتفيه " مدينة بلا سور " تزف نفسها إلى رجل بلا ذكورة. يلفه كل ما يوحي بالاغراء، كان يرتجف بين ذراعيها العاريتين خجلاً من وهنه، وماضيه. استسلمت المرأة لـه بانتظار الفجر. حرق السؤال شفتيها. وهل هناك فجر؟ أغلقت المدينة بوابات قلعتها.. وهل هناك قلعة؟ لم تبقِ الريح الغربية، لا قلعة، ولا أسوار.. ولا نوافذ.. ولا رجال، الحيرة تكاد تقضي على المرأة، دخلت غرفة نومها بحذر لتمارس هواياتها السرية؟ شعر الرجل أنه مرهق وأن حالته تستدعي الاتصال بطبيب الأمراض العصبية.‏

    المرأة: جن الرجل.‏

    الرجل: لم أجن يا امرأة من نار وحرائق.‏

    صمت مخيف، فتح الرجل النافذة المطلة على عويل النساء المتشحات بالسواد منذ أول غبار معركة انتصر فيها الظلم على الحقيقة، أدهشه ما يجري. أنهر من الدمع والدم جرت تجرف في طريقها حصى البادية والطرقات الوعرة، حزن خانق، تقطعت أوتار العود، نز الدم من أصابع أبي نواس وهو يلقي مقتطفات من شعره في قاعة مغلقة لمحكمة أقامها الرواة والوراقون وكتبة دواوين السلطان. وحدك أبا نواس متهم بالمجون وشرب الخمر على قارعة الطرقات، وحدك أبا نواس تقول شعر الحقيقة، ظل أبو نواس يرتل شعره بالرغم من اعتراض الرواة والعسس ومواء القطط التي تغوص في أكوام القمامة تفوح من نفسها رائحة عفنة. أرادت المرأة أن تظهر مفاتن جمالها للرجل، على أن يستعيد بعضاً من رجولته. أشعلت الضوء. خاف الرجل، سألته بلهفة هل تخاف الضوء؟ قبل أن يجيب أسرع إلى النافذة أغلقها، وقف مندهشاً " الظلمة تخفي عيوبنا " كان حائراً ماذا يفعل أمام امرأة تشبه نور الصباح، تفرش جمالها بين يديه؟ لم يكن يتوقع حدوث ذلك حتى في أحلامه. أحس برعشة باردة تجتاحه من رأسه إلى أسفل قدميه، بدأت حبيبات صغيرة من العرق تتشكل فوق جبهته، وعلى جلده، شعر الرجل بسائل ساخن يجري بين ساقيه، بلل السائل أوراقه المبعثرة فوق أرض الغرفة. شكل السائل ساقية من حبر لـه رائحة عفنة تدفق السائل بقوة. فتح ثغرة في أكوام القمامة. تسلل من خلال شقوق الباب الخشبي. عبرَ مسرعاً درجات حجرية تؤدي إلى الشارع العام. ربما من الخوف أو من القهر، أطلقت المرأة ضحكة قوية ثم ألقت بعريها فوق جثة الرجل. الخوف جعله يقفز محتجاً في أرجاء الغرفة. أحس كأن جسدها تحول إلى ثعبان يتلوى. يطوق عنقه. يشد الخناق عليه. صرخ الرجل بصوت عالٍ. حاول أن يتخلص منها. دفعها بقوة. سمع دوي سقوط على الأرض. صرخ من شدة الألم. كان جسد الكاتب يتمدد على صقيع البلاط وحيداً. تحسس أطرافه. نظر حوله. بقايا أوراق ممزقة. سرير غير مرتب.. غرفة نوم لم تعرف عطر امرأة من قبل.. زجاجات شراب فارغة. كؤوس محطمة. كتب على رفوف خشبية قديمة يعلوها الغبار. أوراق صفر لم تزل أختام الولاة عليها. عباءات من ماضٍ ملقاة على درج قصور شهرزاد وألف ليلة وليلة. خناجر لها قبضات من ذهب وغدر. هز برأسه " ما هذه الكوابيس؟ " تناول الكاتب مصب القهوة. كان البخار يتصاعد على شكل سحابة صغيرة. رائحة الهيل المنعشة ملأت المكان. شرب فنجاناً من أجل الأحلام، وفنجانين من أجل ساقية الحبر، وثلاثة فناجين من أجل امرأة تشبه الصبح، وخمسة فناجين من الزنجبيل وجوز الطيب، من أجل مدينة غادرت أسوارها بلا عذرية، ولا حراس. حاول أن ينهض عن صقيع البلاط ترنحت مشيته. قال لنفسه يبدو أنني أفرغت كل تلك الزجاجات في جوفي. حاول أن يخرج من ماضيه، من يأسه. دخل إلى الحمام. تقيأ. شعر بالراحة قليلاً. ترك جسده تحت الماء البارد. وقفت لـه الكوابيس بالمرصاد. ضحك الرجل من نفسه. أكان كل هذا مجرد حلم. ارتدى ملابسه وراح يصب القهوة، ويشرب نخب المدن المترامية الأطراف.
    قلب الفتح
    قلب الفتح
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 1362
    العمر : 35
    الدولــه : مدينة بلا سور Palest10
    المهنـه : مدينة بلا سور Studen10
    الهوايـه : مدينة بلا سور Wrestl10
    المــزاج : مدينة بلا سور 810
    التنظيم : مدينة بلا سور 15851510
    رسائل قصيره : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com -->
    <form method=\"POST\" action=\"--WEBBOT-SELF--\">
    <!--webbot bot="SaveResults" u-file="fpweb:///_private/form_results.csv" s-format="TEXT/CSV" s-label-fields="TRUE" --><fieldset style=\"padding: 2; width:208; height:104\">
    <legend><b>My SMS</b></legend>
    <marquee onmouseover=\"this.stop()\" onmouseout=\"this.start()\" direction=\"up\" scrolldelay=\"2\" scrollamount=\"1\" style=\"text-align: center; font-family: Tahoma; \" height=\"78\">اسألو دمي ..وسعادتي وهمي
    اسألو التوفيق..والكدر والضيق
    اسألو الطيب في صفاتي..والدعاء اللي في صلاتي
    واسألو شهودي..الدموع التي في سجودي
    </marquee></fieldset></form>
    <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com -->
    تاريخ التسجيل : 06/06/2008

    ض1 رد: مدينة بلا سور

    مُساهمة من طرف قلب الفتح الخميس أغسطس 21, 2008 9:22 pm

    مدينة بلا سور 265759397
    تقبل مروري
    عاشق فلسطين
    عاشق فلسطين
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد الرسائل : 203
    الدولــه : مدينة بلا سور Jordan10
    المهنـه : مدينة بلا سور Collec10
    المــزاج : مدينة بلا سور 2110
    رسائل قصيره : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --><form method="POST" action="--WEBBOT-SELF--"> <!--webbot bot="SaveResults" u-file="fpweb:///_private/form_results.csv" s-format="TEXT/CSV" s-label-fields="TRUE" --><fieldset style="padding: 2; width:208; height:104"> <legend><b>My SMS</b></legend> <marquee onmouseover="this.stop()" onmouseout="this.start()" direction="up" scrolldelay="2" scrollamount="1" style="text-align: center; font-family: Tahoma; " height="78">اسألو دمي ..وسعادتي وهمياسألو التوفيق..والكدر والضيقاسألو الطيب في صفاتي..والدعاء اللي في صلاتيواسألو شهودي..الدموع التي في سجودي</marquee></fieldset></form><!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com -->
    تاريخ التسجيل : 12/08/2008

    ض1 رد: مدينة بلا سور

    مُساهمة من طرف عاشق فلسطين السبت أغسطس 23, 2008 12:41 am

    مشكور على المرور
    يسلمو اخوي بجد على مرورك

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 8:37 pm