عين الفتح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا ً بك يا ( زائر ) في مملكه العاشق الفتحاوي


2 مشترك

    مدينه يافا عروس فلسطين

    عاشق فلسطين
    عاشق فلسطين
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد الرسائل : 203
    الدولــه : مدينه يافا عروس فلسطين Jordan10
    المهنـه : مدينه يافا عروس فلسطين Collec10
    المــزاج : مدينه يافا عروس فلسطين 2110
    رسائل قصيره : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --><form method="POST" action="--WEBBOT-SELF--"> <!--webbot bot="SaveResults" u-file="fpweb:///_private/form_results.csv" s-format="TEXT/CSV" s-label-fields="TRUE" --><fieldset style="padding: 2; width:208; height:104"> <legend><b>My SMS</b></legend> <marquee onmouseover="this.stop()" onmouseout="this.start()" direction="up" scrolldelay="2" scrollamount="1" style="text-align: center; font-family: Tahoma; " height="78">اسألو دمي ..وسعادتي وهمياسألو التوفيق..والكدر والضيقاسألو الطيب في صفاتي..والدعاء اللي في صلاتيواسألو شهودي..الدموع التي في سجودي</marquee></fieldset></form><!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com -->
    تاريخ التسجيل : 12/08/2008

    مدينه يافا عروس فلسطين Empty مدينه يافا عروس فلسطين

    مُساهمة من طرف عاشق فلسطين الخميس أغسطس 21, 2008 8:41 am

    عروس فلسطين



    يافا الساحرة الرائعة، عروس فلسطين، التي تبدو كأنها واحة أفلتت من الجنة، وهي من أعرق مدائن الدنيا الخالدة إلى اليوم، ومن أقدم موانئ العالم القديم، ظلت تحتفظ بهويتها العربية طوال مسيرتها، إلى أن تبدل كل شيء دفعة واحدة عشية تأسيس إسرائيل1948، فشرد سكانها العرب خارج لحدود، وحولها الإسرائيليون مع الزمن إلى ما يشبه الخرابة الأثرية الهائلة، الملحقة بمدينتهم (تل أبيب) التي لا تزيد في الحقيقة عن كونها امتداداً لـ(يافا) الجديدة شرقاً وشمالاً.

    أسفرت الاكتشاف الثرية الحديثة عن تواجد الإنسان في البقاع المحيطة بيافا في العصور الحجرية كلها، قديمها ووسيطها وحديثها، وظهرت في تلك البقاع حضارات تعد من أعظم وأعرق الحضارات البشرية جمعاء، وظهرت في تلك التعرف فـ (مغارة شقبة) القريبة من يافا، والواقعة في وادي النطوف، على مخلفات إنسانية، أقدمها يعود إلى المرحلة الثانية من العصر الحجري القديم بينما أحدثها يعود إلى فترة العصر الحجري الوسيط (10000-80000ق.م)..

    ومن الأخيرة جاءنا ما اصطلح عليه العلماء (الحضارة النطوفية) التي تعتبر الخطوة الأولى على طريق تقدم الإنسان وارتقائه، فبعد أن بلغ النطوفيون درجة عالية من التقدم، وضعوا الأساس المادي والفكري المباشر للانعطاف الجذري الأهم في تاريخ البشرية وفي تلك البقاع اليافية أيضاً تقع (جازر) التي أطلق اسمها على حضارة تعود إلى عصر الحجري الحديث، وجاوز أول بلدة أنشئت في هذه المنطقة، وأنشأ أهلها حولها سوراً لحمايتها من خطر العدوان عليها، وقد وسعها العموريون والكنعانيون فيما بعد وتم ذكرها مراراً في سجل التاريخ الفرعوني، وقد عثر- فضلاً عما تقدم- على آثار فخارية وصوانية، في كل من: (خربة الشيخ ميصر) ومواقع مختلفة في ضواحي (يافا وتل أبيب) مشابهة لحضارة الغسول، التي تعود إلى العصر الحجري النحاسي (4500-3200ق.م) وعثروا أيضاً في (خربة الشيخ ميصر) على بناء مستطيل شبيه بمعابد الحضارة الغسولية.



    ولادة يافا وطفلتها



    بالقرب من هذه البقاع الفلسطينية التي شهدت أهم الحضارات وأعرقها وضع أجدادنا العرب الكنعانيون أول حجر في مدينة يافا على شاطئ البحر قبل الألف الرابعة ق.م، أيقبل ما يزيد على ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة ومن قبل أن يكون على سطح الأرض يهود أو ديانة يهودية يتبعها ويتشكون معها.

    وقد اختار أجدادنا أن يبنوا مدينتهم على صخرة منيعة حولها أراض خصبة، وكان في شمال هذه الصخرة ينبوعان يرتوي منهما الإنسان والنبات فكانت تشف من موقعها هذا على زرقة البحر الأبيض المتوسط غرباً، وعلى بحر آخر من الخضرة اللامتناهية شمالاً وجنوباً.

    وفي شرق يافا الطرق الهامة عبر فلسطين من مصر جنوباً إلى لبنان وسورية وتركيا شمالاً، وعند هذا الموقع يتفرع شرقاً طريق القدس وشق الأردن وما وراءها، وظلت يافا قائمة على صخرتها العتيدة تقاوم الزمن وترد المعتدين، فتارة تتحصن داخل أسوارها فيرتد عنها الغزاة، وتارة تفضل الموت على الاستسلام فيهدمها أهلها حتى لا تقع في أيدي أعدائها، ثم لا تلبث أن تسترد حياتها ومجدها، هذه العوامل مجتمعة جعلت من صخرة يافا موقعاً صالحاً لإنشاء مدينة منيعة وغنية بالزراعة والتجارة. وبقدر ما كان هذا من حسن طالع أهلها، فقد كان أيضاً من أسباب كثرة متاعبهم، بسبب غزوات الطامعين وحروب المتنافسين، ومن ثم يعتبر تاريخ يافا المديد منذ أكثر من ستة آلاف سنة من أحفل تواريخ بلدانيات العالم المليئة بالأحداث الجسام، بفعل ما تعاقب عليها من عصور الدمار الازدهار على حد سواء.



    يافا الكنعانية


    يؤثر عن الكنعانيين حبهم وولعهم بالفن والجمال، فلا غرابة أن يوفقوا في اختيار اسم مدينتهم الصحيح تماماً حين أطلقوا عليها (يافى) بمعني الزاهية أو الفاتنة، وذكرتها النقوش المصرية باسم (يابوة أوجوبا) وفي أحد آثار (سنحاريب) الملك الآشوري نقشت باسم (ياآب بو)، و(يوبا) هو الاسم الذي أطلقه عليها الإغريق، وأطلق عليها العرب اسم (يافا)، وأطلق عليها أيام الحروب الصليبية الفرجة اسم (جافا)، وكل هذه الأسماء محرفة من اسمها الأصلي الكنعاني (يافى).

    ولما كانت الاكتشافات الأثرية التي تعود إلى العهد الكنعاني قد ضنت علينا بوصف دقيق لمدينة (يافا) الكنعاني فإن الآثار المكتشفة في الأماكن المجاورة (كمدينة جازر) يمكن أن تعطيها صورة ولو تقريبية لما كانت عليه (يافا) في ذلك العهد، ويبدو أنها كانت مجموعة غير منتظمة من البيوت الصغيرة المتزاحمة، منتشرة فوق الهضبة وعلى جوانبها، يحيط بها سور، حجارته مقطوعة بأدوات حادة، ومهذبة قليلاً، وكان للسور أبراج بلغ ارتفاعها اثني عشر متراً، ويتوسط المدينة قلعة في أعلى الرابية فيها قصر الملك وأماكن العبادة.

    أما طرق المدينة فكانت ضيقة معوجة، وعيون الماء خارج سورها، مما جعلها تعاني المصاعب أوقات حصارها، مما دعي السكان إلى أن ينحتوا في الصخر أحواضاً، لخزن المياه ليشربوا منها فترات الحصار، فلما زاد عدد السكان، واتسعت الرقعة التي تشغلها المدينة زحزحت الأسوار ليدخل في نطاقها ما استجد من البيوت، وتدخل أيضاً هذا النطاق عينا الماء المذكورتان، مما جعلها بمأمن من العطش أوقات الحصار، فكانت كسائر المدن الكنعانية مملكة بحد ذاتها.

    أما عن نشاطات أهل يافا لكسب قوتهم في تلك الآونة، فقد تنوعت بين الزراعة والرعي والصناعة والتجارة. أما الزراعة، فقد بلغت عندهم درجة عالية من التقدم، ولا عجب في ذلك، فبإجتماع العلماء أن قدامى أهل فلسطين هم أول شعب مارس الزراعة، وقد اشتهر السهل الساحلي بمراعية الخصبة التي استغلها النوطفيون منذ العصر الحجري الوسيط، كما اشتهرت يافا بصناعاتها منذ ولادتها. ومن الصناعات المبكرة جداً فيها الغزل والنسيج والفخار وعصر الزيت والخمور وبناء السفن. وحيث إنها كانت من أقدم موانئ العالم، فقد جعلها ذلك المنفذ الأول الفلسطيني من حيث التصدير والاستيراد.



    علاقة يافا بمصر



    ربما تعود العلاقة إلى العهد النطوفي أو بعده مباشرة، وقد ابتدأت تجارية، ولكن في عهد الأسرة الخامسة الفرعونية (2540ق.م) في نقوش (أبو بصير) نجد مناظر إقلاع وعودة أسطول مصري إلى أحد شواطئ فلسطين من المرجح أنه ميناء يافا، وبإجماع علماء الآثار أن استقبال الملك لهذا الأسطول –يحط به كبار الموظفين- دليل على أن هذا الأسطول لم يذهب للحرب أو التجارة، إنما كان في رحلة ودية إلى تلك المدينة، وربما عاد بأميرة من الأميرات، لتصبح زوجة للفرعون.

    وهناك أيضاً من الأسرة السادسة في عهد الملك (بيبي الأول) وثيقة مهمة، وهي لوحة القائد المصري (أوني) الذي عاش حوالي عام (2400ق.م). وقد ذكر هذا أنه ذهب لإخماد ثورة قامت في فلسطين، فجهز جيشين سار أحدهما بطريق البر، وذهب هو مع الجيش الثاني بطريق البحر، وأنهم نزلوا عند مكان يحتمل أن يكون على مقربة من جبال الكرمل، وأنه توغل بعد ذلك داخل البلاد، وقمع تلك الثورة. ويفهم من كل هذه المعطيات أن أنسب مكان يمكن أن تدور به هذه الأحداث إنما كان مدينة يافا، بدليل ذكر (سهل سارون) وهو السهل الممتد لين يافا جنوباً وجبال الكرمل شمالاً.

    فقد ذكر أن (أوني) كان يجتمع في التخوم التي اجتازها من فلسطين مع رجال القوافل الفلسطينية الذين كانوا يوثقون الروابط التجارية مع بلاد نهر العاصي بسهل سارون. ومن المحتمل جداً أن تكون قد انتشرت بوساطتهم السلع والصناعات بين مصر وبلاد ما بين النهرين، وكانت يافا حلقة الوصل، وكانت يافا ضمن المدن الفلسطينية التيتم ذكرها في وثائق اللعنة الفرعونية، التي تعود إلى حوالى (1800ق.م).

    وفي الفترة ما بين (1550-1225ق.م) يؤثر عن يافا أنها كانت مركزاً إدارياً محلياً، وفي بداية هذه الفترة من تاريخها كانت نهاية (الهكسوس) على يد أحمس، وإن كانت حملات أحمس قد انحصرت في المواقع الجنوبية من فلسطين، إلا أنها مهدت لإخضاع فلسطين وشرق الأردن، وغالبية المناطق السورية الأخرى أثناء الحملات التي شنها (تحتمس الثالث) حوالي (1470-1405ق.م). ويبدو أن هذه الحملات قد زادت على ست عشرة حملة، وصل بعضها حتى نهر الفرات. ويقودنا هذا إلى وقفة سريعة عند موضوع افتتاح يافا، حيث تواجهنا عدة اسئلة تلح في طلب الإجابة عليها تتعلق بتفرد يافا عن غيرها من أخواتها من المدن المفتوحة بهذا القدر العظيم الشأن من الاهتمام، مما جعلها تتبوأ مكانة سامية في الوجدان المصري، ويدور حولها الكثير من القصص والأساطير. فيا تري هل يعود ذلك إلى شهرتها التي حظيت بها منذ ولادتها؟ أو إلى منعتها وصمودها في وجه (تحمس) ومن سبقه من فراعنة مصر؟ أو أنه يعود إلى الاثنين معاً؟.

    ويمكن القول بوجه عام: إن الشهرة التي حظيت بها جوهرة فلسطين وجنتها قد تعدت الواقع إلى مجال الخيال، مما جعلها تقف في مصاف أعظم مدائن العالم القديم، إن لم يكن في مقدمتها، فوجد فيها المؤخرون القدامى مادة خصبة لقصصهم وأساطيرهم، وغلفوها بهالة من الغموض والسحر، فها هو المؤرخ الروماني الشهير (بليني) يذكر أن يافا قد بنيت قبل الطوفان، وفي بعض الروايات أن نوحاً بني فلكه فيها، ولما انحسرت مياه الطوفان عن كرومها أعاد ولده (يافث) بناءها، وحول الصخور السوداء التي تنتشر في ميناء يافا أسطورة يونانية (اندروميدا).

    وإن كان هذا وحده كفيلاً بتخليدها، فثمة عمل آخر لا يقل عنه أهمية، ويتمثل فيما حظاها الله تعالى به من منعة وثراء، جعلاها قلعة حصينة فريدة في نوعها يقف الغزاة أمامها عاجزين عن اقتحامها، ولعل في هذا ما يفسر لنا الطريقة التي فتحت بها يافا، والتي قام بابتكارها قائد (تحتمس) وهو (تحوتى) حسبما حسب ما جاء في الأدب المصري، وتداولته الألسن لأجيال عديدة، وهي طريقة تختلف تماماً عما كان يتبعه الفراعنة في فتح المدن، وجاءت أيضاً على خلاف ما عودنا عليه الفراعنة، من المبالغة والتهزيل، حين يريدون الحديث عن بطولاتهم وبسالتهم في مواجهة أعدائهم.

    ويعتقد الباحثون أن يافا أصبحت القاعدة البحرية التي ينتقل إليها الجنود من مصر، وازدهرت أحوال يافا بعد انتصار (رمسيس الثاني) على الجيش، وعرف عمالها بالمهارة، وأهلها بالغنى، واشتهرت حدائقها بالجمال وجودة الثمار، وفي أوائل القرن الثاني عشر ق.م، ظهر الفلسطينيون (أحد بطون الكنعانيين)في هجراتهم المتأخرة، على أبواب يافا في طريقهم إلى غزو مصر، فاستطاع (رمسيس الثالث) أن يهزمهم، وربما يكون قد جمع سفنه عند يافا التي ظلت مركز حامية مصرية ترتبط بمصر مباشرة، ونقطة مراقبة، وقاعدة إنزال للقوات عند الضرورة.
    عاشق فلسطين
    عاشق فلسطين
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد الرسائل : 203
    الدولــه : مدينه يافا عروس فلسطين Jordan10
    المهنـه : مدينه يافا عروس فلسطين Collec10
    المــزاج : مدينه يافا عروس فلسطين 2110
    رسائل قصيره : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --><form method="POST" action="--WEBBOT-SELF--"> <!--webbot bot="SaveResults" u-file="fpweb:///_private/form_results.csv" s-format="TEXT/CSV" s-label-fields="TRUE" --><fieldset style="padding: 2; width:208; height:104"> <legend><b>My SMS</b></legend> <marquee onmouseover="this.stop()" onmouseout="this.start()" direction="up" scrolldelay="2" scrollamount="1" style="text-align: center; font-family: Tahoma; " height="78">اسألو دمي ..وسعادتي وهمياسألو التوفيق..والكدر والضيقاسألو الطيب في صفاتي..والدعاء اللي في صلاتيواسألو شهودي..الدموع التي في سجودي</marquee></fieldset></form><!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com -->
    تاريخ التسجيل : 12/08/2008

    مدينه يافا عروس فلسطين Empty رد: مدينه يافا عروس فلسطين

    مُساهمة من طرف عاشق فلسطين الخميس أغسطس 21, 2008 8:42 am

    أيام الحكم الآشوري والبابلي والفارسي



    ومعلوماتنا عن مسيرة يافا في هذه الفترة قليلة جداً لندرة المعلومات الواردة في المصادر التاريخية عن هذه الحقب والخاصة بمدينة يافا، وتمتد هذه الحقب من (3.8-332ق.م)، أخضع (سنحاريب الآشوري) يافا مع مدن الساحل الفلسطيني وخربها، ثم احتل (نبوخذ نصر البابلي) فلسطين عام (587ق.م) وقضى على آخر محاولات ملك مصر لإعادة عوذ مصر إلى آسيا الغربية..

    وفي عام (538ق.م) دخلت فلسطين في حوزة (كورش) ـ الملك الفارسي وشهدت يافا في عام (525ق.م) توقف أسطول (قمبيز بن كورش) في طريقة لإخضاع مصر، وقد منح (قمبيز) ملك صيدا مدينتي (الطنطورة ويافا) تقديراً لخدمات الأسطول الفينيقي. وإلى هذه الفترة من السيادة الصيدوية على يافا، يعود بناء معبد الإله الفينيقي (أشمون) ثم عادت يافا إلى الإدارة الفارسية المباشرة (16) سنة أخرى.



    المرحلة اليونانية والرومانية والبيزنطية



    كانت يافا بسبب صلاتها التجارية مع جزر بحر إيجة من أكثر المدن تقبلاً للحضارة اليونانية، وقد استوطنها عدد من اليونانيين، وقد قام (الإسكندر الأكبر المقدوني) بفتحها عام (332ق.م) وتنازع يافا قواد الإسكندر بعد موته عام (323ق.م) فأصبحت احد أهم المراكز الهلنستية في فلسطين، ومما زاد في شهرتها ميناؤها الهام، فضلاً عن أنها كانت بمثابة نقطة دفاعية حصينة بالنسبة للبطالمة، إذ يتضح من ذلك أن (بطليموس الأول) فور استيلائه على فلسطين للمرة الأولى عام (332ق.م) وضع بها حامية مقدونية، وقد شهدت فترة ازدهار أيام حكم بطليموس. ثم حكم السلقيون يافا، وفي أيامهم حدثت ثورة المكابيين، ونال على أثرها اليهود نوعاً من الحكم الذاتي، وقد استغل (جوناثان) أخو (يهوذا) القلاقل الداخلية في المملكة السلوقية، كي ينال حق الإشراف على الساحل كله من صور شمالاً حتى حدود مصر جنوباً.

    وقد قاوم أهل يافا التي كانت قاعدة كبري للعمليات السلوقية حكم جوناثان فدخل المدينة مرتين، وأجلي سكانها اليونان، وقوي تحصيناتها وحس مبانيها حوالي عام (104ق.م) وبقيت كذلك حتى استردها الرومان. وعلى أي حال فلقد ازدهرت هذه المدينة – إبان الفترة اليونانية- وأقام في مينائها- طبقاً لما جاء في برديات (زينون)- كثير من التجار، والموظفون الإغريق، وظلت سيدة البحار والتجارة البحرية وتبين لنا ذلك من عملتها التي ظهر عليها صورة الإله (بوسيدون) إله البحر.

    ثم خضعت يافا الرومان عام (66ق.م)، حين قضي الرومان على نفوذ المكابيين السياسي، فأعلن المدن الساحلية- ومنها يافا- مدناً حرة، لها قدر كبير من الحكم الذاتي. وتعود إلى هذه المرحلة قطع النقود التي تحمل صورة (اندروميدا) وهي تجلس على صخرة، وترفع يديها إلى السماء.

    وقد كافأ (يوليوس قيصر) – حاكم آدوم- (انتيباتر العسقلاني) على مساعدته إياه في حملته على مصر فجعله حاكماً على القدس (49ق.م) وملكه يافا ومنحها امتيازات كثيرة، ثم ثبت (مارك انونيوس) أبناء (انتيباتر) على حكم يافا، وقد تمكن واحد منهم وهو (هيرودوس الكبير) من حكم فلسطين كلها وأجزاء من شرقي الأردن، وقد قام بإنشاء ميناء قيسارية، لينافس يافا ويكون بديلاً عنها.

    وانتقلت يافا والمدن الساحلية إلى حوزة (كليوباترا). وبعد سقوطها أعاد (أغسطس)- إمبراطور روما- مدينة يافا إلى (هيرودوس) عام (30ق.م)، وبعد موت (هيرودوس) أنهي أغسطس استقلال فلسطين، وألحقها بولاية سورية، ففصلت يافا إدارياً عن القدس وأعيد توحيدها مع المدن العشر الممتازة الساحلية التي تتبع الحكام أو النواب الرومانيين، ومركزها في قيسارية.

    كان سكان يافا من أوائل من اعتنق المسيحية، وكانت المدينة مركزاً لنشاط الرسول (بطرس) وقد ذكرت في سفر أعمال رسل من العهد الجديد، وأقيم فيها كرسي أسقفية تابعة لبطريكية القدس، وأنشئت فيها كنيسة القديس بطرس، وأصبح الحجاج يأتون إليها فيما بعد لزيارة قبر (طابيثا)- اسم آرامي معناه غزالة-قرب مقام الشيخ أبو كبير وبيت (سمعان الدباغ) عند جامع الطابية حالياً، وهما مكانان يرتبطان ببطرس. وفي هذه المرحلة انتشرت مساكن يافا على مساحات واسعة خارج الأسوار.

    غدت يافا مسرحاً للحوادث خلال ثورة اليهود ضد روما في القرن الأول الميلادي، وقد استولى عليها ونهبوها وأحرقوها وقتلوا الكير من يهودها، ثم عاد من نجا منهم إلى خرائبها، وامتهنوا القرصنة على السواحل السورية المصرية، وأعاد الرومان احتلال يافا أيام الإمبراطور (نيرون) عام (68م) فهدموها وأقاموا معسكراً محصناً على رأس رابيتها لمنع اليهود من العودة إليها، وقد سك القادة الرومان في ذكري انتصارهم نقوداً يشير بعضها إلى تحطيم السفن اليهودية في يافا، الأمر الذي يدل على الأهمية العسكرية التي حملت الرومان على احتلالها.

    وقعت يافا زمناً قصيراً تحت حكم (زنوبيا)- ملكة تدمر- قبل أن يقضي الإمبراطور (أورليان) على نفوذ هذه المملكة عام (273م)، ولم يكن لوقوع يافا تحت حكم الإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية) من أثر في حياة أهل المدينة ومظهرها سوي ازدياد أهميتها التجارية.



    من الفتح الإسلامي حتى الحروب الصليبية



    فتح (عمرو بن عاص) يافا عام دخول (عمر بن الخطاب) القدس في (15هـ/636م)، ويقال فتحها (معاوية) وعاد إليها اسم يافا القديم، وأكملت القبائل العربية التي نزلت فلسطين عملية تعريب سكانها ولغتها، وقد ظلت طوال قرون الحكم العربي من مدن فلسطين الهامة، ومركزاً تجارياً رئيساً، ومرفأ لبيت المقدس، ومرسى للحجاج، وإليها ينسب من الفقهاء ورواة لحديث.

    وحين استقل (أحمد بن طولون) بمصر عن الخلافة العباسية (القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي) دخلت فلسطين في ممتلكاته، وقد بنيت في عهده قلعة يافا، وعرفت حينها باسم الطابية، ونقل إليها (ابن خمارويه) بالأسطول قسماً من جيشه الذي هزم به الخليفة العباسي في معركة الطواحين (271هـ885م)، وربما كانت هي الطوالحين المقامة على نهر العوجا شمالي يافا، وقد أصبحت يافا- في أواخر القرن الثالث الهجري- مركزاً تجارياً رئيساً لكونها ميناء الرملة عاصمة البلاد آنذاك.

    ولما وقع الصدام بين القرامطة والفاطميين الحكام مصر الذين مدوا سلطانهم حتى دمشق في منتصف القرن الرابع الهجري، تراجع الفاطميون فاحتموا بيافا، واستولوا عليها، ثم عاد الفاطميون وأخبرهم منها وقضوا على نفوذهم، ويصف (المقدسي) يافا في هذه الفترة بأنها: خزانة فلسطين، وفرضة الرملة، وعليها حصن منيع بأبواب مجددة، وباب البحر كله حديد.

    وكانت يافا مركزاً لبادل الأسري على الساحل السوري، وقد أصابها زلزال شديد عام (425هـ/1033م)، فأحدث فيها خراباً كبيراً، ولكن ذلك كله لم يمنع نزول الحجاج الأوروبيين فيها، تحملهم إليها الأساطيل الإيطالية في طريقهم إلى القدس.

    ثم حكم السلاجقة فلسطين وفيها يافا عام (468هـ/1075م) فهدم القائد السلجوقي (اتسز) سور المدينة، وفي هذه المرحلة من المصراع السلجوقي الفاطمي وصلت أولي حملات الفرنجة الصليبية.



    يافا والحروب الصليبية



    بوصول أخبار الزحف الصليبي إلى يافا، أخلتها حاميتها من السكان وهدمتها وميناءها لمنع الصليبين من استخدام قاعدتها، ولم يستطع الأسطول الفاطمي الراسي في قاعدة عسقلان أن يمنع سفن (جنوة وبيزا) من إنزال المؤن والأعتدة في ميناء يافا، ولما تم استيلاء الفرجنة على القدس وعادوا إلى يافا شرعوا يعيدون في بنائها وبناء أسوارها وقلعتها ومينائها، ورجع بعض السكان إلى المدينة واستقر فيها إلى جانبهم عدد كبير من الفرجنة.

    وحينما أقيمت مملكة القدس اللاتينية آخر عام (492هـ/1099م) جعلت يافا وما جاورها (كونتية) تابعة لها على النمط الإقطاعي، وبعد الاستيلاء على عسقلان ألحقت بها ودعيت (كونتية يافا وعسقلان)، وقد أعيد تأسيس أسقفية يافا، ومنح (غودفري) سنة (504هـ/1110م) أهل (بيزا) حق تملك ربع المدينة، ومنح أهل البندقية امتيازات أخري مقابل مساعداتهم العسكرة، الأمر الذي جعلهم سادة التجارة الخارجية في يافا.

    وعادت يافا إلى حكم العرب المسلمين (11) سنة فقط خلال الاحتلال الفرنجي، وقد سعى الصليبيون لصبغها بالصبغة الفرنجية، وظلت المنفذ الوحيد لمملكة القدس اللاتينية، ولما فقد الفرنجية القدس أصبحت عكا الميناء العسكري الرئيس، واحتفظت يافا بالمكانة الأولى في التجارة والحج.

    ولما هزم صلاح الدين الصليبيين في معركة حطين عام (583هـ/1187م) أمر أخاه (الملك العادل) بالتوجه إلى يافا فاستولى عليها، ثم أمر صلاح الدين بهدمها مع غيرها من المراكز الساحلية، خوفاً من أن يستخدمها الفرجنة بعد استيلاء جيوش الحملة الصليبية الثالثة على عكا بقيادة (ريتشارد)- ملك إنجلترا و(فيليب أغسطس)- ملك فرنسا ودخلها الفرجنة بعد معركة (أرسوف) الشهيرة (1911م) بين صلاح الدين وريتشارد، فشرع هذا يعبد بناء أسوارها وأبراجها، ثم استطاع صلاح الدين فتحها (588هـ/1192م) فقاد ريتشارد النجدات إليها من عكا، ثم استرد (الملك العادل) يافا (593هـ/1197م) وخربها، ولكنه عاد فتنازل عنها صلحاً لجيوش الحملة الصليبية الخامسة (600هـ/1204م) ونزل يافا (فردريك الثاني) قائد الحملة الصليبية السابعة، وحصنها وعقد مع (الملك الكامل) صلح يافا عام (625هـ/1229م) الذي تملك بموجبه الفرنجة المدينة، وأصلح فريدريك أسعار يافا. ونزل يافا عام (650هـ/1252م) (لويس التاسع) بعد خلاصه من الأسر في مصر، وأعاد بناء أسوار المدينة، فامتدت إلى البحر، وشيد (24) برجاً، وحفر الخنادق حول الأسوار، وأنشأ كنيسة وديراً للفرنسيسكان.



    يافا في العهد المملوكي



    فتح سلطان مصر المملوكي (بيبرس) يافا عام (667هـ/1268م) وأجلي سكانها وهدم أسوارها وقلعتها وبيوتها، ليمنع استخدامها موقعاً لإنزال جيوش الفرجنة، ولم يدم خراب يافا طويلاً، فقد عاد إليها أهلها وعمرت بيوتها وأعيد بناء قلعتها وترميم أسوارها، واستأنفت السفن التجارية، ولا سيما الإيطالية الرسو في مينائها، وقد زارها (أبو الفدا) صاحب حماة عام (722هـ/1321م) فوصفها في تقويم البلدان بأنها: بلدة صغيرة كثيرة الرخاء ساحلية من الفرض المشورة. ومدينة يافا كانت حصناً كبيراً فيه أسواق عامرة ووكلاء التجار وميناء كبير فيه مرسى المراكب الواردة إلى فلسطين والمقلعة منها إلى كل بلد.

    لكن السلطان (محمد بن قلاوون) أمر بتخريب ميناء يافا عندما وصلته عام (738هـ/1337) أخبار الاستعداد لحملة صليبية جديدة. ويبدو أن يافا هجرت وأصبحت خراباً في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، وقد يعزي هذا إلى هجرات البدو،وإلى تخريب أحدثته حملة صليبية قام بها ملك قبرص، ولم تجر أية محاولة لإعادة بناء المدينة مدة ثلاثة قرون، ولكن الموقع نفسه ظل محط نزول التجار ومكان رسو سفن الحجاج إلى القدس، وكان جند السلطان يقيمون في برجي القلعة المرممين لحماية الحجاج.



    يافا في العهد العثماني



    من دخول العثمانيين إلى خروج (إبراهيم باشا ابن حاكم مصر محمد على باشا) (923هـ/1517م-1256هـ/1840م) أصبحت يافا كغيرها من مدن فلسطين تابعة لولاية دمشق، وظلت على حالها من الخراب والهجر، ولم يترك دخولها في حكم (الأمير فخر الدين المعني الثاني) (980هـ/1572م-1045هـ/1635م) أثراً عمرانياً فيها سوي أن تكون القلعة والأسوار قد رممت، وقد أقامت الطوائف المسيحية فيها بيوتاً لاستضافة الحجاج في أواسط القرن السابع عشر، وأعاد العثمانيون تحصين المدينة وعززوا حاميتها وحسنوا ميناءها، وقد جذل ذلك إليها لتجار من المناطق المجاورة للإقامة فيها، فامتدت البيوت على منحدرات الرابية، وتحسنت أحوال المدينة وراجت أسواقها وقصدتها السفن من مصر وأوروبا، وسكن المدينة علاوة على أهلها بعض الأتراك واليونان والفرنسيين وقناصل الدول ألاوروبية.

    وكانت يافا لاتزال بلا أسوار وتابعة لباشا غزة في مطلع القرن الثامنة عشر، وقد بدأ إحياء بعض الصناعات فيها كصناعة الصابون وغزل القطن، وفي هذا القرن شهدت حركة عمرانية، وزادت فيها حركة المسافرين. وورد أول ذكر لبرتقال يافا(1165ه/1751م) في كتاب عالم الطبيعة السويدي (فردريك هاسل كويست) عن رحلاته إلى الشرق. وقد بلغ عدد بيوت يافا عام (1180هـ /1766م) ما بين (400و500) بيت، وغطت البساتين مساحات واسعة من أراضي المستنقعات حولها، وأصبح لمثير من الدول الأوروبية ممثلون فيها. وفي عام(1180هـ/1766م) دخلها (ظاهر العمر الزيداني) وأقام فيها حامية، ثم طرده العثمانيون منها، وعاود فتحها عام (1187هـ /1773م).

    ثم حاصرها (محمد أبو الذهب) وفتحها عام (1189هـ /1775م) بعد مجزرة عظيمة، ونفى كثيراً من أهلها إلى مصر والرملة. وقد نزل يافا بعدئذ سكان مصر والمغرب ومختلف المدن الشامية.

    استعادت يافا حياتها وازدهارها بعد أقل من عشر سنوات، وإن كان ميناؤها ظل محتاجاً إلى ترميم، وغدت تابعة للوالي في عكا. وقد انسحبت إليها الحامية العثمانية بعد استيلاء جيش نابليون عام (1214هـ/1799م) على غزة والرملة، ثم دخلها الفرنسيون بعد حصار طويل ومقاومة شديدة، وأعملوا فيها القتل والنهب، وأعدم نابليون (4000) من حاميتها، وقد فشا الطاعون في جيش نابليون بسبب القتل الكثير. واستمر احتلال نابليون للمدينة ثلاثة شهور. وأعيد بناء تحصينات يافا، وقبل إتمام عملية الترميم حاصرها (أحمد باسا الجزار) تسعة أشهر ودخلها، ثم عادت بعد وفاته إلى العثمانيين عام (1221هـ/1806م)، وقد تقدمت بعمرانها وثروتها في عهد متسلمها (محمد آغا أبو نبوت) (1222هـ/1807م-1232هـ/1818م) وبلغ عدد سكانها (6000) نسمة، وحصنها أبو نبوت فحفر حولها خندقاً وأقام سداً على الميناء، وشيد الجامع الكبير، المعروف باسمه وألحق به مكتبة، وبني جنوبي الجامع سوقاً وسبيلاً فوق نبعين عذبين بواجهة رخامية مزينة، وبني كذلك سبيلاً آخر على طريق القدس، ولا يزال يدعي (سبيل أبو نبوت).

    وإلي ميناء يافا حمل الأسطول المصري بقيادة (إبراهيم باشا) المدافع والذخيرة والمؤن من الإسكندرية، عندما سير (محمد على باشا) جيوشه لقتال الدولة العثمانية، وعسكر الجيش المصري جنوبي يافا على تلال بينها وبين مقام الشيخ (إبراهيم العجمي)، وقد أجمع أعيان البلد أمرهم على تسليم المدينة دون مقاومة.

    ازدهرت تجارة يافا خلال حكم (إبراهيم باشا) وكثرت فيها مصانع الصابون والفخار والمدابغ، واتسعت بساتينها، وبلغ عدد سكانها (15000) نسمة. وضمنت سفن (إبراهيم باشا) الحماية للميناء من اعتداء القراصنة الروم، وكانفي نية القائد المصري أن يحول (بصة يافا) إلى مرفأ داخلي تصله قناة بالحر، ولكن المشروع لم ينفذ، بسبب اندلاع الثورة في بلاد الشام ضد حكم مصر، وكانت النجدات المصرية تصل بحراً إلى ميناء يافا وتنطلق منها إلى الداخل.

    وبعد عودة إبراهيم باشا إلى مصر عام (1840م) بقيت في يافا مئات العائلات المصرية، فاستقرت في ضواحيها وأنشأت قري صغيرة محاطة بالبساتين، عرفت الواحة منها باسم (سكنة) ومنها: السكنة المصرية وسكنة أبو كبير وسكنة حماد وسكنة الدرويش وغيرها.

    ومن النصف الثاني للقرن التاسع عشر إلى الانتداب البريطاني عام (1918)، أخذت يافا تنمو بخطوات سريعة، فزاد عمرانها وكبرت مساحتها، وفي النهاية هذا القرن الفرنسيسكان ديرهم في موقع القلعة، وفي عام (1867) أنشئ طريق يافا- القدس، وفي عام (1880) هدم سور المدينة، وملئ الخندق تراباً وحجارة، وأقيم فوقه على

    طول الشاطئ الشارع الرئيس الذي يصل المدينة بحي العمي، وأخذت يافا تتسع من جهاتها الثلاث، فبوشر عام (1886) بناء حي العجمي، وفي عام (1889) نالت شركة فرنسية امتياز إنشاء خط سكة حديدية يربط يافا بالقدس وطوله (87كم)، وقد افتتح عام (1892)، وكان أول خط سكة حديدية في فلسطين.

    وظلت يافا حتى الحرب العالمية الأولى ميناء فلسطين الأول، وكانت السفن تنقل إليها البضاعة وتحمل منها البرتقال والصابون والحبوب وغيرها، وكانت مصر أول الأقطار التي تصدر إليها يافا، تليها بريطانيا، فتركيا، فروسيا، وفرنسا. قفز عدد سكان يافا من (33000) عام (1892) إلى (70000) قبل الحرب العالمية الأولى.



    يافا في عهد الانتداب البريطاني



    ولما دخلت تركيا الحرب رحل عن يافا رعايا دول الحلفاء، وقام( حسن الجابر)- قائد موقع المدينة- بإجراء كثير من التحسينات فيها، فعمر الميناء، وأنشأ شارع جمال باشا عبر البيارات شرقي المدينة، ووسع الشوارع، وأزال سوق أبي نبوت لتسهيل الوصول إلى الميناء، وبنى جامعاً في حي المنشية قرب الشاطئ.

    ضربت السفن البريطانية والفرنسية يافا مرتين عام(1916)، ولكنها لمتحدث فيها تخريباً، كان العثمانيون يتوقعون إنزالاً بريطانياً فيها فأخلوها في آذار/ مارس عام (1917)، وفي 16من تشرين ثان/ نوفمبر (1917) دخلت طلائع القوات البريطانية المدينة، وفي عهد الانتداب البريطاني تطورت يافا تطوراً ملموساً في سكانها وعمرانها، فقد ازداد عدد السكان من (47709) نسمة عام (1922) إلى (51866) نسمة عام (1931)، وفي عام (1945) قدر عدد سكان يافا بنحو (66310) نسمة، وازداد العدد إلى (72000) نسمة عام (1947)، وواصل العمران نموه وتحسنه أيام الانتداب، بسبب ازدياد عدد السكان من جهة، وتنوع وظائف المدينة من جهة ثانية.



    تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي



    على امتداد عهد الاحتلال البريطاني الذي استمر ثلاثة عقود، والذي وضع الوطن الفلسطيني خلال هذه المدة، قطعة إثر أخرى، بين أنياب حلفائه الصهيونيين، فإن مدينة يافا بوجه خاص قد لعبت دور الرمز العربي في مقاومة أطماع الغزاة العنصريين، وذلك بحكم اقتطاعتهم للأجزاء الشمالية الشرقية من أرضها الطيبة، بغية تضخيم مستوطنة (تل أبيب) وإشباعها حتى التخمة بالمهاجرين اليهود كم أوروبا الشرقية على وجه الخصوص، فهكذا وقعت يافا منذ البداية في موقع المصادمة الحادة المباشرة مع الغزاة العنصريين، هؤلاء الذين اجتاحوا كقطعان الذئاب الجائعة عشية تأسيس إسرائيلهم سنة (1948).

    ونتج عن ذلك تشريد معظم سكانها العرب واستشهاد أكثر من (1300) عربي، وقام الصهيونيون بحشر من تبقي من العرب في حي العجمي بالمدينة، وأحاطوه بسياج من الأسلاك الشائكة، وجعلوا الدخول إليه والخروج منه بإذن من السلطة المحتلة، والجدير بالذكر أنه لم يبق في يافا من سكانها العرب عام (1948) سوي (3651) عربياً، وقد بلغوا عام (1949) نحو (4000) عربي، ووصل عددهم عام (1958) إلى نحو (5600) عربي، وفي عام (1965) إلى نحو (10000) عربي، وعام (1980) نحو (20000) عربي.

    وقد ألحقت يافا بتل أبيب تحت إدارة موحدة، وتدفق إليها آلاف المهاجرين الصهيونيين، وتخلفت يافا حالياً عما كانت عليه قبل عام (1948)، فقد تغيرت بنيتها الداخلية، وتبدل مظهرها الخارجي وملامحها الحضارية، فحل الطراز الأوروبي في البناء والعمارة وتخطيط الشوارع والطرق، وأسلوب الحياة محل الطراز العربي الذي كان سائداً، ولم يبق من الأحياء التي ترمز إلى تاريخ المدينة سوي الحي العربي القديم الذي انقلب إلى حي للفن والفنانين. وحافظ حي العجمي في جنوب يافا على أوضاعه، ويعيش فيه العرب ببؤس،
    قلب الفتح
    قلب الفتح
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 1362
    العمر : 35
    الدولــه : مدينه يافا عروس فلسطين Palest10
    المهنـه : مدينه يافا عروس فلسطين Studen10
    الهوايـه : مدينه يافا عروس فلسطين Wrestl10
    المــزاج : مدينه يافا عروس فلسطين 810
    التنظيم : مدينه يافا عروس فلسطين 15851510
    رسائل قصيره : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com -->
    <form method=\"POST\" action=\"--WEBBOT-SELF--\">
    <!--webbot bot="SaveResults" u-file="fpweb:///_private/form_results.csv" s-format="TEXT/CSV" s-label-fields="TRUE" --><fieldset style=\"padding: 2; width:208; height:104\">
    <legend><b>My SMS</b></legend>
    <marquee onmouseover=\"this.stop()\" onmouseout=\"this.start()\" direction=\"up\" scrolldelay=\"2\" scrollamount=\"1\" style=\"text-align: center; font-family: Tahoma; \" height=\"78\">اسألو دمي ..وسعادتي وهمي
    اسألو التوفيق..والكدر والضيق
    اسألو الطيب في صفاتي..والدعاء اللي في صلاتي
    واسألو شهودي..الدموع التي في سجودي
    </marquee></fieldset></form>
    <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com -->
    تاريخ التسجيل : 06/06/2008

    مدينه يافا عروس فلسطين Empty رد: مدينه يافا عروس فلسطين

    مُساهمة من طرف قلب الفتح الخميس أغسطس 21, 2008 3:25 pm

    مدينه يافا عروس فلسطين 721632822
    انشاء الله تعود البلاد

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 1:54 pm