السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
هــذه قــصـه حـقـيـقـيـة لـطـفـلـه , أحـداثـهـا وقـعـت فـي سـلـطـنـة عـمـان قـصة لـفـتـاة فـي العـقـد الاول مـن عـمـرهـا ... قـصة واقـعـيـه ... احـداثـهـا وقـعـت في عـهـد ا لإمامة اليعربيه في ولاية نزوى بسلطنة عمان ... وقد نظم الشيخ السالمي رحمه الله قصيدة مشهورة في كتابه الشهير تحفة الاعيان بسيرة اهل عمان ...
واليكم القصه خرجت طفلتنا الصغيره من بيتها وبيدها كسرة خبز لتلعب مع صديقاتها بالحي الذي تسكنه في حارة تسمي حارة سعال... لعبت الطفلة بمرح شديد معهود منها وكانت بأبهى زي ومكحلة العينين ومزعفرة الجبهه ... يزين معصمها خلخال يعزف بحركتها لحن المرح والسعاده ... فترقص به فرحة غير مبالية بمن مر ومن عبر منشدة بين الحين والاخر اغنية عذبة من التراث... تشاركها فيه طيور مغرده وصديقات مقربات. مرت الساعات تلو الساعات والمرح لا ينضب من القلب البريء إلى أن مر بجوارها رجل طاعن في السن وجهه يوحي وكأنه في صراع مع الزمن أو بالاحرى وحش الزمن ويمشي بخطى ثابته نحوها... وقفت الفتاة تنظر برهبه وقد سكت كل شي في جوانحها وآثر الخلخال أن يترك للصمت دوره ويتوقف عن العزف، مرّ العجوز ونظر الفتاة مواجه إلى عينيه الثاقبتين مسلوبة الاراده عاجزة عن الحركه ... مرّ الرجل واختفى بعيداً ولكن طفلتنا لم تعد على ما كانت عليه من اللهو والمرح بل بقيت ساكنة صامتة لاتقوى على الحراك إلى أن غمرها ظلام عينيها وسقطت مغشية عليها ... فجأة أحست بتدافع الناس حولها والكل في صراخ وبكاء ... أحست بالايدي تحملها وببكاء النساء وعويلهن ... هالها أن ترى أمها تبكي علقماّ مراً وهي تراها ... حاولت أن تتكلم ولم تقدر ... ألجمها الشي الخفي ومزق قلبها كلام المحيطين بها من أهلها بأنها قد ماتت ... فعاشت الذعر وذاقت المر يوم قد عرفته... هالها اذ ترى أهلها ينزعون ملابسها ويغسلونها ومن ثم يعطرون جسدها كله وبعد ذلك لفوّا عليها كفناً وقفلوا عليها الحزام فلم در على رؤية شيء وبقيت منصطة لما يدور حولها مشوا بها في جنازة ساكنة سكون الكون إلاّ من تسبيح الله وذكره ...
وفي طريقهم إلى المقبرة أوقفهم رجل يُرى من ملامحه الصلاح فسألهم عن المتوفى فأخبروه فطلب النظر اليها فسمحوا له... قال لهم الشيخ ياقوم ما هذه بميته ولكن بها سحر ... فهمهمَ الناس بغضب ولم يصدق احد مقولته إلا ّأمها ...فطلبت منه العون فدلّها أن تضع قطعة من الزئبق على يدها ففعلت ...فتاتنا المسكينة احست بالسكون الشديد.. والظلمة الأشد فجأة فعرفت أنها بداخل القبر مرّ الوقت طويلاً على الفتاة وهي لا تقوى على الحراك وفجأة احست بصوت ضعيف وهو يقترب فجست الامل وانتعشت لذلك وبعد قليل والصوت يقرب أكثر فأكثر... فإذا بها تحسّ بيد تنتشلها وترفعها للأعلى وتحاول أن تفتح كفنها ... ولكن انقلب شعور الفتاة الى العكس عندما رأت أن الرجل العجوز الذي كان قد مرّ عليها قبل أن يصير ما قد صار هو نفس الرجل بعينه ولكن الرجل سرعان ما قام منتفضا ًحينما رأى الزئبق في يدها ودفع الفتاة برجله ومن ثمَّ عاد وهوغاضب فاحست الفتاة بالخوف وبدأ بنزع ما عليها من ملابس وغادر وتركها وحيده... ولكن الوحده كانت ارحم من صحبة ذلك العجوز ... بقيت طوال الليل وهي بداخل القبر المفتوح اتقاء للبرد وهي عارية بلا ملابس عليها مرّ الوقت ُمراً على الجميع ... وامّر بالنسبة للطفلة المسكينه وهي لا تدري بأي ارض هي ... واخيراً بزغ الفجر وما هو إلاّ يسير حتي أشرقت الشمس واحست الطفلة بالدفء وبعيد قليل سمعت صوتاً من بعيد ومشي اقدام كثيره وكأنه جيش ومن بعيد رأت الغبار يتصاعد الى الاعلي ... صار الصوت واضحاً فهو قطيع من الغنم ومعه راع على حماره تقدم الرجل من الفتاة وأمعن النظر فيها وهو يتمتم بشي لا تسمعه وفجأة صاح بوجهها ... ايتها الجنية ارحلي ... ارحلي ... لم تبد الطفلة اي حركه مما دعا الرجل الى النزول والاقتراب منها ومحادثتها على خوف وقلق... ولاكن سرعان ما اترك الموقف وامأن انها فتاه انسيه حكت له قصتها بالكامل ... فقال لها تعالي معي اوصلك الي البيت ... ولكن الرجل كان من البدو الرحل وخطفها الى منزله لتكون خادمة له ولزوجته العاقر ... ولم تملك الطفلة لذلك حيلة مرت الايام والايام ... سنيناً طوال عاشت الفتاة فيها بين تلك العائلة البدويه ولا تذكر من ماضيها إلا النذر اليسير إلى أن مرض البدوي وأشرف على الهلاك فاستدعى البنت وحكى لها قصتها بالكامل ... بكت الفتاة أشد البكاء وعاشت في حيرة من أمرها... ولا حول لها ولا قوه استدلت الفتاة الى أن تذهب ترعى الأغنام عند المكان الذي وصفه لها البدوي وكان مكاناً قاحلاً ومحاطاً بالقرى وهي لا تدري أيهما تدخل ... استراحت الفتاة على عين ماء مع الاغنام وبينما هي كذلك اذ بصبي اصغر منها سناً يقبل ناحيتها ويحييها ويمعن النظر فيها فشعرت بالخوف منه ولكنه سرعان ما انسحب راكضاً وما هو إلاّ قليل حتى اتوها رجال ووقفوا بجانبها فأحست بالخوف منهم ... ولكن بينهم شيخ كبير استدرك قائلا من انتِ يافتاه فلم تجب واحسوا بأنها خائفة منهم ... فجلبوا امرأة تكلمها ... فحكت لها قصتها منذ البدايه وصعقت المرأة لما سمعت وما يطابق قولها ما حدث قبل عقد من السنين ونيف ... واخبرت الرجال فدهشوا كان هؤلاء القوم هم قومها وقد عثروا على قبر الفتاه مفتوحاً وهي ليست به فدهشو لما رأوا وهالهم الوضع ولم ينسوا إلى يومهم ذاك ... اخبروا أمها بالأمر وتعالم الناس فوصلت القصه إلى قاضي البلاد فأمر أن تحب البنت قبل رؤية امها ... وطلب من اعوانه ان يضعوا امها بين حشد من النساء ... فإذا تعرفت البنت الى امها فهي صادقه وإن لم يكن كذلك ففي الامر شيء آخر ... تم الاتفاق وادخلت الفتاة فمرت من بين اانساء جميعاً وارتمت بأحضان امها وبكت دموع اللقاء وبكى الناس اجمع ..فرحتهم كانت بعودت الفتاة... ولم يكن ذلك الصبي الذي لقيته عند العين إلاّ اخاها الصغير كان فطناً ولم ينس ملامح اخته فسبحان الله في شأنه وسبحان الله في عظمته وانشد الشيخ السالمي رائعته المـشـهـوره فـي وصـف هـذة الـقـضـيـه وصـفـاً دقـيـقـا ًوجـمـيـلاً
هــذه قــصـه حـقـيـقـيـة لـطـفـلـه , أحـداثـهـا وقـعـت فـي سـلـطـنـة عـمـان قـصة لـفـتـاة فـي العـقـد الاول مـن عـمـرهـا ... قـصة واقـعـيـه ... احـداثـهـا وقـعـت في عـهـد ا لإمامة اليعربيه في ولاية نزوى بسلطنة عمان ... وقد نظم الشيخ السالمي رحمه الله قصيدة مشهورة في كتابه الشهير تحفة الاعيان بسيرة اهل عمان ...
واليكم القصه خرجت طفلتنا الصغيره من بيتها وبيدها كسرة خبز لتلعب مع صديقاتها بالحي الذي تسكنه في حارة تسمي حارة سعال... لعبت الطفلة بمرح شديد معهود منها وكانت بأبهى زي ومكحلة العينين ومزعفرة الجبهه ... يزين معصمها خلخال يعزف بحركتها لحن المرح والسعاده ... فترقص به فرحة غير مبالية بمن مر ومن عبر منشدة بين الحين والاخر اغنية عذبة من التراث... تشاركها فيه طيور مغرده وصديقات مقربات. مرت الساعات تلو الساعات والمرح لا ينضب من القلب البريء إلى أن مر بجوارها رجل طاعن في السن وجهه يوحي وكأنه في صراع مع الزمن أو بالاحرى وحش الزمن ويمشي بخطى ثابته نحوها... وقفت الفتاة تنظر برهبه وقد سكت كل شي في جوانحها وآثر الخلخال أن يترك للصمت دوره ويتوقف عن العزف، مرّ العجوز ونظر الفتاة مواجه إلى عينيه الثاقبتين مسلوبة الاراده عاجزة عن الحركه ... مرّ الرجل واختفى بعيداً ولكن طفلتنا لم تعد على ما كانت عليه من اللهو والمرح بل بقيت ساكنة صامتة لاتقوى على الحراك إلى أن غمرها ظلام عينيها وسقطت مغشية عليها ... فجأة أحست بتدافع الناس حولها والكل في صراخ وبكاء ... أحست بالايدي تحملها وببكاء النساء وعويلهن ... هالها أن ترى أمها تبكي علقماّ مراً وهي تراها ... حاولت أن تتكلم ولم تقدر ... ألجمها الشي الخفي ومزق قلبها كلام المحيطين بها من أهلها بأنها قد ماتت ... فعاشت الذعر وذاقت المر يوم قد عرفته... هالها اذ ترى أهلها ينزعون ملابسها ويغسلونها ومن ثم يعطرون جسدها كله وبعد ذلك لفوّا عليها كفناً وقفلوا عليها الحزام فلم در على رؤية شيء وبقيت منصطة لما يدور حولها مشوا بها في جنازة ساكنة سكون الكون إلاّ من تسبيح الله وذكره ...
وفي طريقهم إلى المقبرة أوقفهم رجل يُرى من ملامحه الصلاح فسألهم عن المتوفى فأخبروه فطلب النظر اليها فسمحوا له... قال لهم الشيخ ياقوم ما هذه بميته ولكن بها سحر ... فهمهمَ الناس بغضب ولم يصدق احد مقولته إلا ّأمها ...فطلبت منه العون فدلّها أن تضع قطعة من الزئبق على يدها ففعلت ...فتاتنا المسكينة احست بالسكون الشديد.. والظلمة الأشد فجأة فعرفت أنها بداخل القبر مرّ الوقت طويلاً على الفتاة وهي لا تقوى على الحراك وفجأة احست بصوت ضعيف وهو يقترب فجست الامل وانتعشت لذلك وبعد قليل والصوت يقرب أكثر فأكثر... فإذا بها تحسّ بيد تنتشلها وترفعها للأعلى وتحاول أن تفتح كفنها ... ولكن انقلب شعور الفتاة الى العكس عندما رأت أن الرجل العجوز الذي كان قد مرّ عليها قبل أن يصير ما قد صار هو نفس الرجل بعينه ولكن الرجل سرعان ما قام منتفضا ًحينما رأى الزئبق في يدها ودفع الفتاة برجله ومن ثمَّ عاد وهوغاضب فاحست الفتاة بالخوف وبدأ بنزع ما عليها من ملابس وغادر وتركها وحيده... ولكن الوحده كانت ارحم من صحبة ذلك العجوز ... بقيت طوال الليل وهي بداخل القبر المفتوح اتقاء للبرد وهي عارية بلا ملابس عليها مرّ الوقت ُمراً على الجميع ... وامّر بالنسبة للطفلة المسكينه وهي لا تدري بأي ارض هي ... واخيراً بزغ الفجر وما هو إلاّ يسير حتي أشرقت الشمس واحست الطفلة بالدفء وبعيد قليل سمعت صوتاً من بعيد ومشي اقدام كثيره وكأنه جيش ومن بعيد رأت الغبار يتصاعد الى الاعلي ... صار الصوت واضحاً فهو قطيع من الغنم ومعه راع على حماره تقدم الرجل من الفتاة وأمعن النظر فيها وهو يتمتم بشي لا تسمعه وفجأة صاح بوجهها ... ايتها الجنية ارحلي ... ارحلي ... لم تبد الطفلة اي حركه مما دعا الرجل الى النزول والاقتراب منها ومحادثتها على خوف وقلق... ولاكن سرعان ما اترك الموقف وامأن انها فتاه انسيه حكت له قصتها بالكامل ... فقال لها تعالي معي اوصلك الي البيت ... ولكن الرجل كان من البدو الرحل وخطفها الى منزله لتكون خادمة له ولزوجته العاقر ... ولم تملك الطفلة لذلك حيلة مرت الايام والايام ... سنيناً طوال عاشت الفتاة فيها بين تلك العائلة البدويه ولا تذكر من ماضيها إلا النذر اليسير إلى أن مرض البدوي وأشرف على الهلاك فاستدعى البنت وحكى لها قصتها بالكامل ... بكت الفتاة أشد البكاء وعاشت في حيرة من أمرها... ولا حول لها ولا قوه استدلت الفتاة الى أن تذهب ترعى الأغنام عند المكان الذي وصفه لها البدوي وكان مكاناً قاحلاً ومحاطاً بالقرى وهي لا تدري أيهما تدخل ... استراحت الفتاة على عين ماء مع الاغنام وبينما هي كذلك اذ بصبي اصغر منها سناً يقبل ناحيتها ويحييها ويمعن النظر فيها فشعرت بالخوف منه ولكنه سرعان ما انسحب راكضاً وما هو إلاّ قليل حتى اتوها رجال ووقفوا بجانبها فأحست بالخوف منهم ... ولكن بينهم شيخ كبير استدرك قائلا من انتِ يافتاه فلم تجب واحسوا بأنها خائفة منهم ... فجلبوا امرأة تكلمها ... فحكت لها قصتها منذ البدايه وصعقت المرأة لما سمعت وما يطابق قولها ما حدث قبل عقد من السنين ونيف ... واخبرت الرجال فدهشوا كان هؤلاء القوم هم قومها وقد عثروا على قبر الفتاه مفتوحاً وهي ليست به فدهشو لما رأوا وهالهم الوضع ولم ينسوا إلى يومهم ذاك ... اخبروا أمها بالأمر وتعالم الناس فوصلت القصه إلى قاضي البلاد فأمر أن تحب البنت قبل رؤية امها ... وطلب من اعوانه ان يضعوا امها بين حشد من النساء ... فإذا تعرفت البنت الى امها فهي صادقه وإن لم يكن كذلك ففي الامر شيء آخر ... تم الاتفاق وادخلت الفتاة فمرت من بين اانساء جميعاً وارتمت بأحضان امها وبكت دموع اللقاء وبكى الناس اجمع ..فرحتهم كانت بعودت الفتاة... ولم يكن ذلك الصبي الذي لقيته عند العين إلاّ اخاها الصغير كان فطناً ولم ينس ملامح اخته فسبحان الله في شأنه وسبحان الله في عظمته وانشد الشيخ السالمي رائعته المـشـهـوره فـي وصـف هـذة الـقـضـيـه وصـفـاً دقـيـقـا ًوجـمـيـلاً