قومٌ حازوا السبق ، وتربعوا على قمم الفوز ؛ أدركوا العشر الأواخر من رمضان وأصروا على التميز فيها ، لعلمهم أن هذه الليالي أفضل ليالي العام وأنها تبتغي تقديمهم إلى ربهم بثوب قشيب ...
منهم من تغنى بالقرآن وختم الختمات ذوات العدد ...
وآخر صلى ليل تلك الليالي حتى تورمت قدماه ...
وثالث لم ينم من الليل إلا قليلا ...
ويبرز فيهم رافع ليديه بدعاء وتضرع وسؤال...
وذو همة عالية أدرك الفلاح فلم يفتر من ذكر الله إذ لسانه رطباً ندياً...
وأخت مؤمنة ذات زوج ٍ وأولاد ترعى أمرهم وقلبها معلق بالعبادات إذ هي مجتهدة ...
وفارس اختار صحبة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة فأعان نفسه على هدفه بكثرة السجود ...
ومنهم مؤمن ومؤمنة يبسطان يديهما بالصدقة والتبرع والإطعام آناء النهار وأطراف الليل لعل الرب يرضى ...
وبينهم مؤمن أو مؤمنة تفنن في إرضاء والديه أو أحدهما فصعدت منهما دعوة من غير وسيط لتلقى القبول فيرتقي...
وفيهم من وعى عظم أجر النافلة فرفع همته وضاعف فضوعف له الأجر ...
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيره ، وكان عليه الصلاة والسلام يخص العشر الأواخر بأعمال لا يعملها في بقية الشهر ، تقول عنه زوجه عائشة رضي الله عنها كان النبي عليه الصلاة والسلام يخلط العشرين بصلاة ونوم فإذا كان العشر شمر وشد المئزر ، وكان عليه الصلاة والسلام يوقظ أهله فيها وكل كبير وصغير يطيق الصلاة ، ويمر على بنته فاطمة فيوقظها وزوجها الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه .
عائشة رضي الله عنها هي من يروي أحاديث أعمال النبي في العشر الأواخر لنتعلم بأن البيت المسلم يقوم على هذه الروحة الطيبة من العبادات التي تزرع الحب والسكينة في جنبات البيت وتنشر الرحمة على رؤوس أصحابه ، وقد فقه أبو هريرة عظم الأمر وأهميته فقسم الليل بينه وبين زوجه وبنته يقوم كل منهما في وقت فلا يترك البيت دون قيام وتضرع ودعاء ليرتفع ذكرهم في السماء ..
وذهب الشافعي مذهبا جميلا إذ يقول : استحب أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها ..
رياح هذه الليالي تحمل أنين المذنبين وأنفاس المحبين وقصص التائبين ثم تعود برد الجواب بلا كتاب .. لو قام المذنبون في هذه الأسحار على أقدام الانكسار ، ورفعوا قصص الاعتبار مضمونها : ( يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ) لبرز لهم التوقيع عليها ( لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) .
قال عليه الصلاة والسلام لزوجه عائشة رضي الله عنها قولي ـ أي ليلة القدر ـ " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني " والعفو من أسماء الله تعالى وهو المتجاوز عن سيئات عباده ، الماحي لآثارها عنهم ، وهو يحب العفو ويحب أن يعفو عباده بعضهم عن بعض ، لما عرف العارفون جلاله خضعوا ، ولما سمع المذنبون بعفوه طمعوا ، ما ثمة إلا عفو الله أو النار .. وإنما أمر بالعفو بعد الاجتهاد في الأعمال ؛ لأن العارفون يجتهدون ولا يرون لأنفسهم عملاً صالحاً ولا حالاً ولا مقالاً .. قال يحي بن معاذ : ليس بعارف من لم يكن غاية أمله من الله العفو ...
اللهم أنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة ... رحماك ربنا .
وقل ساعدي يا نفس بالصبر ساعة
================ فعند اللقا ذا الكد يصبح زائلاً
فما هي إلا ساعة ثم تنقضي
=============== ويصبح ذا الأحزان فرحان جاذلاً
جعلنا الله وإياكم من أهل القبول ... ومن الأوائل .
منهم من تغنى بالقرآن وختم الختمات ذوات العدد ...
وآخر صلى ليل تلك الليالي حتى تورمت قدماه ...
وثالث لم ينم من الليل إلا قليلا ...
ويبرز فيهم رافع ليديه بدعاء وتضرع وسؤال...
وذو همة عالية أدرك الفلاح فلم يفتر من ذكر الله إذ لسانه رطباً ندياً...
وأخت مؤمنة ذات زوج ٍ وأولاد ترعى أمرهم وقلبها معلق بالعبادات إذ هي مجتهدة ...
وفارس اختار صحبة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة فأعان نفسه على هدفه بكثرة السجود ...
ومنهم مؤمن ومؤمنة يبسطان يديهما بالصدقة والتبرع والإطعام آناء النهار وأطراف الليل لعل الرب يرضى ...
وبينهم مؤمن أو مؤمنة تفنن في إرضاء والديه أو أحدهما فصعدت منهما دعوة من غير وسيط لتلقى القبول فيرتقي...
وفيهم من وعى عظم أجر النافلة فرفع همته وضاعف فضوعف له الأجر ...
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيره ، وكان عليه الصلاة والسلام يخص العشر الأواخر بأعمال لا يعملها في بقية الشهر ، تقول عنه زوجه عائشة رضي الله عنها كان النبي عليه الصلاة والسلام يخلط العشرين بصلاة ونوم فإذا كان العشر شمر وشد المئزر ، وكان عليه الصلاة والسلام يوقظ أهله فيها وكل كبير وصغير يطيق الصلاة ، ويمر على بنته فاطمة فيوقظها وزوجها الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه .
عائشة رضي الله عنها هي من يروي أحاديث أعمال النبي في العشر الأواخر لنتعلم بأن البيت المسلم يقوم على هذه الروحة الطيبة من العبادات التي تزرع الحب والسكينة في جنبات البيت وتنشر الرحمة على رؤوس أصحابه ، وقد فقه أبو هريرة عظم الأمر وأهميته فقسم الليل بينه وبين زوجه وبنته يقوم كل منهما في وقت فلا يترك البيت دون قيام وتضرع ودعاء ليرتفع ذكرهم في السماء ..
وذهب الشافعي مذهبا جميلا إذ يقول : استحب أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها ..
رياح هذه الليالي تحمل أنين المذنبين وأنفاس المحبين وقصص التائبين ثم تعود برد الجواب بلا كتاب .. لو قام المذنبون في هذه الأسحار على أقدام الانكسار ، ورفعوا قصص الاعتبار مضمونها : ( يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ) لبرز لهم التوقيع عليها ( لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) .
قال عليه الصلاة والسلام لزوجه عائشة رضي الله عنها قولي ـ أي ليلة القدر ـ " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني " والعفو من أسماء الله تعالى وهو المتجاوز عن سيئات عباده ، الماحي لآثارها عنهم ، وهو يحب العفو ويحب أن يعفو عباده بعضهم عن بعض ، لما عرف العارفون جلاله خضعوا ، ولما سمع المذنبون بعفوه طمعوا ، ما ثمة إلا عفو الله أو النار .. وإنما أمر بالعفو بعد الاجتهاد في الأعمال ؛ لأن العارفون يجتهدون ولا يرون لأنفسهم عملاً صالحاً ولا حالاً ولا مقالاً .. قال يحي بن معاذ : ليس بعارف من لم يكن غاية أمله من الله العفو ...
اللهم أنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة ... رحماك ربنا .
وقل ساعدي يا نفس بالصبر ساعة
================ فعند اللقا ذا الكد يصبح زائلاً
فما هي إلا ساعة ثم تنقضي
=============== ويصبح ذا الأحزان فرحان جاذلاً
جعلنا الله وإياكم من أهل القبول ... ومن الأوائل .